إدراك النجاح لا يكمن فى تحقيق اكبر دخل ممكن من وظيفتك أو من مشروعاتك
الخاصة، أو وصولك الى مرتبة عالية من العلم او من السلطة او ما شابه ذلك فقط. بل
هناك مقاييس اخرى للنجاح لا يدركها الا من جربها وشعر بها.فالانتصار على شهوات
النفس ومحاربتها والتغلب عليها هو نوع من انواع النجاح ايضا.
اليكم اليوم قصة ملهمة لشاب نجح فى التغلب على العديد من الصعاب حتى استطاع ان
يحقق غايته .
قصة اليوم عن أ / محمد صلاح أو " أبو سفيان " كما يحب ان يُلقب . استطاع هذا
الشاب الثلاثينى وهو فى اوج شبابه ان ينتصر على سمنته المفرطة واستطاع ايضا
ان يتحول الى انسان اخر , انسان رشيق القوام ، خفيف الحركة ، خفيف الظل ايضا .
يأس وإحباط :
فى بداية الامر ازداد وزن أ / محمد تدريجيا بعد أن تخرج من الجامعة ازديادا ملحوظا،
ثم تفاقم الامر بعد الزواج ، وازدادث الكارثة اكثر بعد وعكة صحية تناول على اثرها
العديد من الادوية التى تسبب السمنة - منها الكورتيزون - وغيره. شعر خلال تلك
الفترة باليأس والاحباط وانعدمت ثقته فى ان يتغلب على تلك الازمة التى ألمت به.فلم
يعرف ماذا يفعل .
زيارات عديدة لاطباء التخسيس:
ما أن شعر أ / محمد بتفاقم الامر حتى ادرك انه لابد ان يتخذ اولى خطوات الحل ،
فكانت فكرة الذهاب الى احد اطباء التخسيس
ولكن بعد عدة زيارات استنفذت طاقته و جيبه على حد سواء لم يتغير الوضع كثيرا .
فالوزن ثابت او ازداد ولم تعد هناك جدوى من الذهاب الى العيادات الخاصة ودفع
الكثير من الاموال فى شئ لا جدوى منه ، وازداد الامر سوءا وازداد شعوره بالاحباط
إلى ان جاءت اللحظة الفارقة.
تحدى الاصدقاء :
كان أ / محمد جالسا يوما ما مع احد اصدقائه كان قد أُصيب بنفس الكارثة التى اصابته
،فجلسا يتحدثان بحزن واسى على ما فرطا فى جنب نفسهما وبدءا يبكيان على ما
اصابهما وأخذا يتناقشان فى الحلول الممكنة لتلك الكارثة . فقال له صديقه " كنت
اتصفح مواقع التواصل الاجتماعى فوجدت صفحة على الانترنت تهتم بمن هم فى مثل
مشكلتنا .وتهتم بالزائدين فى الوزن وتقدم لهم انظمة و نصائح تساعدهم على خسران
بعض من اوزانهم الزائدة"
فرد عليه أ / محمد ساخرا ومتهكما - كعادته - " لم يفلح الاطباء فى حل مشكلتى ،
فهل تتمكن صفحة افتراضية على الانترنت فى حلها ؟!! دعك من هذا .
هيا نجرب ولن نخسر شئ :
بعد جدال طويل استمر لساعات اتفق الصديقان ان يجربا اتباع تلك الصفحة الموجودة
على مواقع التواصل الاجتماعى ، ودخلا فى تحد بينهما : أيهما يجاهد نفسه وينتصر
على شهوة بطنه أولا .
تحسن تدريجى :
بعد حوالى شهر من التحدى صعد أ / محمد على الميزان وقلبه يرتجف خوفا من خيبة
الامل. ولكن ما ان نظر لشاشة الميزان وقرا الرقم الدال على وزنه شعر وكأنه وجد
كنزا، او انه ولد من جديد . فقد خسر حوالى خمسة كيلو جرامات من وزنه تقريبا !!
يالها من مفاجأة سارة !!!
حماس ومواصلة :
بعد تلك الاخبار الرائعة ازداد حماسه واشتد اصراره على ان يحقق حلمه ، ويصل الى
مبتغاه. مرت الشهور شهرا تلو الاخر حتى وصل الى الشهر الحادى عشر تقريبا ، قد
وصل بغيته . فبعد ان ازداد وزنه عن المائة كيلو بحوالى عشرون كيلو ، أصبح وزنه
الان مابين السبعين والخمس والسبعين كيلو جراما.
انها حقا قصة واقعية ملهمة لكثير من الناس الذين اصيبوا بمثل ما اصاب أ / محمد -
وكثير هم - فحرى بنا ان نبدأ بكسر الجمود الذى تملكنا ، وأن نحاول ان نحقق ولو
جزءا يسيرا من احلامنا وطموحنا . فقط علينا ان نبدأ ونأخذ بالاسباب ونتوكل على
الله ، وبالتأكيد سنجنى ثمار ما زرعنا فى النهاية.